أخر الاخبار

هواوى تعد خطر أكبر على سامسونج من أبل ❤

هواوي الآن بالمركز الثالث، ولو تتبعت خطاها فهي ضخت الكثير من الأموال لوضع علامتها التجارية بكل مكان فهدفها هو الأول لا محال.
فقد وضعت اسمها بالفن والأزياء واتفقت مع عدد من المغنين ليكونوا سفرائها بل انها دخلت كرة القدم المحلية والعالمية من خلال ميسي وغيرهم هذا كله فضلا عن الاعلانات بما يخص الشأن التقني.
كذلك كان لها توجه لتغطية قطاع الأعمال بالإضافة إلى البرامج التي ربما تستهدف عمر الشباب ومن هم أصغر مثل عندما أعلنت مع مسامير (محلياً) وغيرها عالمياً لهذا فإن الشركة هدفها هو التواجد بكل مكان وفي كل وقت.
بما أن آبل بالمركز الثاني وسامسونج بالمركز الأول بسوق الهواتف الذكية (كون سامسونج تبيع الكثير من الهواتف الرخيصة وعالية الثمن) فإن الجميع يعتقد بأن هواوي عندما تكون بالمركز الثاني فإنها بهذه الطريقة ستسحب عملاء آبل وستضر آبل بينما الواقع يقول العكس تماماً لأكثر من سبب وهنا سأتحدث عنها.

الهواتف الرخيصة

.
عندما بدأت هواوي قبل سنتين بدخول عالم الهواتف الذكية بدأت بالتركيز على الهواتف الرخيصة وأخذت بها حصة ممتازة بعدد من الأسواق حول العالم بما فيها السعودية حيث أتذكر أنها وصلت حصتها بالسوق السعودي بعام 2014 ربما 13٪ والفضل يعود للهواتف الرخيصة.
فعندما نتحدث عن سامسونج فإن جزء كبير من الذي يجعلها بالمركز الأول هي الهواتف المتوسطة والرخيصة ومن هنا بدأت المنافسة الباردة والصامته بينها وبين هواوي بالأسواق العالمية وكذلك بالأسواق المحلية لكنها لم تقف هنا ومن الطبيعي أنها لن تقف هنا، وتذكر أن آبل بالمقابل لديها فقط هاتف آيفون الذي يركز على الفئة العليا ومرتفعة الثمن بالسوق وفقط ولا يهمها الفئة المتوسطة أو الرخيصة.
ولهذا يكون السؤال أن هذه الحصة التي حصلت عليها هواوي فهي حصلت عليها مِن مَن ؟ غالبا ستكون من مختلف الشركات التي تهتم بالهواتف الرخيصة وبالطبع لابد أن حصة أخذتها من سامسونج كونها الأكثر إنتشاراً.

تشابه النظام – أندرويد

الأشخاص الذين يستخدمون نظام أندرويد ويحبونه هم غالبا لايحبون آيفون والسبب هو اختلاف النظام والعكس أيضا صحيح فآيفون كذلك منتشر بشكل كبير جدا لسبب واحد وهو أن نظامه iOS يعد مختلفا والذين يحبون آيفون لم يستطيعوا التكيف مع أسلوب أندرويد وهذا الفارق مهم جدا بالمنافسة.
هواوي ببدايتها كانت تركز على محبي منتجات آبل وآيفون فمثلا كانت تقلدهم بالتصاميم عامة حتى الداخلية بالنظام والسماعات والأسلوب وكانت تقارن نفسها كثيرا بآبل ضمن المؤتمرات وهذا افادها لفترة من الزمن وبالواقع كانت هواوي تفعل هذا الأمر لأنها كانت تعتقد بأن محبي آبل أكثر ولاء لشركتهم مقارنة بغيرهم من العملاء ولم يفهموا نقطة واحدة وهي أن هؤلاء المستخدمين أكثر ولاء للشركة بسبب أنها تملك أنظمتها الخاصة وليس لمجرد “التفاحة المقضومة” لهذا فإنهم وإن حاولوا الانتقال لن يجدوا البديل بنفس الاسلوب الذي تعودوا عليه بل عليهم أن يتعودوا على النظام المختلف من جديد.
لكن الذي لمسته أن هواوي بعد فترة من التجارب وجدت بأن ماتفعله هو نوعا ما مضيعة للوقت فصحيح أنها استفادت من الناحية الشكلية بأن هواتفها قوية وعالية الجودة وتقارن بآبل لكن لم تستفد بالشكل المطلوب فكم نسبة الذين حولوا من ايفون لمنتجات هواوي ؟
 لهذا فإن هواوي ومنذ منتصف 2016 بدأت بالتحول قليلا والتركيز على سامسونج وهذه هي الخطوة الصحيحة التي كان يجب أن تفعلها منذ البداية بسوق الهواتف مرتفعة الثمن.

هل تود أن تعرف لماذا ؟

لأنه وبكل بساطة من يستخدم سامسونج فهو يحب أندرويد ومتعود على أندرويد وإحتمالية إنتقاله لإستخدام وتجربة أجهزة هواوي هي أعلى من نسبة إحتمالية إنتقال شخص يستخدم آيفون لسنوات لتجربة جهاز هواوي والسبب النظام المختلف، ولهذا بحال لاحظت هواوي فإنها علقت بمؤتمرها على بطارية نوت 7 التي انفجرت وركزت على قوة بطارية مايت 9 وليس هذا فقط بل أنها صنعت نسخة بشاشة منحنية وهي مايت 9 برو وكذلك نقلت البصمة للامام بنفس أسلوب سامسونج بل أن كل من رأى هاتفها الجديد قال بأنه هذا Note 7 الا أنه أقل سعرا وليس هاتف هواوي -وبطبيعة الحال هذا بصالح هواوي- ولاتنسى أن أحدث التسريبات التي وصلتنا تقول بأن أجهزتها القادمة ستكون بنفس الأسلوب.
لهذا فإن أندرويد له فضل كبير على الشركات حيث وفر عليهم عناء تطوير النظام وجلب التطبيقات التي كانت تعد المشكلة الأكبر لجميع الشركات بل أنه وفر فرصة لجميع الشركات حول العالم، وهي فرصة إمكانية الدخول بهذا السوق الضخم الذي لم يكن بإمكان أي شركة الدخول إليه سابقا لكن بالمقابل فإن له عيب وهو سهولة إنتقال مستخدميه من شركة لأخرى إذا لم تكن أجهزتها مقنعة لهم بأي طريقة.



Mate 9 Pro الذي يظهر بتصميم مشابه لأسلوب سامسونج

لهذا، قريبا جدا ستجد سامسونج بالمركز الأول ثم هواوي ثم آبل بالمركز الثالث (بشرط أن تستمر هواوي على نفس النهج والمنوال) لكن سيكون هدفها هو المركز الأول والاطاحة بسامسونج، واعتقد أنه حتى بهذه الحالة عندما تكون آبل بالمركز الثالث فربما انها لم تخسر الكثير من محبيها بعكس الشركات التي جميعها تستخدم أندرويد فمستخدمي أندرويد أسهل عليهم أن يتنقلوا بين الشركات والسبب انه نفس النظام ويمكنك نقل ملفاتك بسهولة بالغة.
هذا لايعني أن آبل يستحيل أن تخسر، لكن أعتقد شخصيا أن آبل إذا خسرت محبيها وخرجت (وهذا وارد) فسيكون السبب هو عدم تطويرها لنظامها وهواتفها بالشكل المطلوب حتى يمل مستخدمي نظام iOS ويخرجوا ولن يكون بالأسلوب الذي كانت تحاول هواوي اخراج فيه مستخدمي آبل خلال السنوات الماضية.

سامسونج متيقظة لهواوي وحذرة


هل من المعقول أن سامسونج لا تعرف ذلك ؟ بل هي تعرف ذلك والحقيقة بحكم عملي الإعلامي ضمن تيك فويس بقرب الشركات فإني ألاحظ كيف أن الشركتين بدأتا بالتحسس من بعضها البعض بعدة أمور حتى وإن لم تصرح أي شركة أو لم يحدث أي حدث.
أبسطها أن الشركتين تحاول اليوم كسب أي شخص مشهور بصفها وخصوصا اذا عرفت انه له علاقة بالشركة الأخرى، الشيء الآخر أن سامسونج متيقظة وهي لن تترك الأمور تفلت بهذه البساطة بطبيعة الحال فلابد لها أنها سترد وتحاول بحملاتها الاعلانية الرد على هواوي وقد شدني أنه قبل فترة بسيطة كنت اذا دخلت يوتيوب من خلال المتصفح وكتبت كلمة “هواوي” أو كتبت احد اسماء منتجاتها فإنك ستجد اعلان لسامسونج يظهر ببداية نتيجة البحث وسببها هو أن سامسونج تستهدف كلمة هواوي وتستهدف أسماء منتجاتها بإعلاناتها، فإذا كنت لا تعلم فإنك تستطيع كمعلن أن تختار الكلمات التي يمكنك استهدافها وهذا أكبر دليل أن سامسونج تشعر بهذا الخطر وهذا ربما لم يحصل خلال السنوات الماضية بهذا الأسلوب مع لينوفو أو ال جي أو غيرها.
حتى عندما أتحدث عن السوق المحلي السعودي فإن هناك عدد من الاحصائيات التي تقوم بها عدد من الشركات مثل IDC وغيرها ولو تتبعت هواوي فستجدها نمت كثيرا جدا بالسوق المحلي وبالمقابل فإن نسبة سامسونج التي قاربت 50% يوما ما انخفضت كثيرا الآن إلى مايقارب النصف.

حان وقت الضربة القاضية


إذا كنت لاتعلم فإن السوق الأمريكي هو المحور وهو الأهم لعدة أسباب ومن يستطيع كسب هذا السوق فهو كسب العالم تقريبا ومن خسره سيخسر أجزاء كثيرة منه وبلاك بيري خسرت العالم لأنها خسرت السوق الأمريكي أولا ولم تهتم له ولهذا فإن جميع الشركات تهتم بالسوق الأمريكي أولا (كإعلانات وتواجد وقوة) ثم منه تنطلق لبقية العالم وأكبر وأقرب مثال لهذا الحديث هي OnePlus الناشئة التي بدأت حديثا وتأسست عام 2013 وقررت أن تبدأ بالسوق الأمريكي تحديداً قبل ان تنتقل أي مكان وبالفعل عندما نجحت فيه تسويقيا واعلاميا، ذاع صيتها بكل مكان.
هناك عدت أسباب تجعله السوق الأهم وتفسر هذا الأمر:
  • اللغة الانجليزية التي اصبحت الأقوى والأكثر إنتشارا بالوقت الحالي ولهذا اذا نجحت بالسوق الامريكي من السهل ان يصل خبرك للكل.
  • الإعلام القوي جدا والذي يرتكز على قوة وانتشار اللغة الانجليزية ويرتكز على تنوعه وانتشاره، بل أن تأثيره قوي جدا
  • مصادر الاعلام التقني كلها تأتِ من أمريكا والسبب أن جميع الأنظمة الحديثة تأتي أخبارها من أمريكا كونها أنظمة أمريكية ومركز الشركات هناك، كما أن معظم التطبيقات والتقنيات الحديثة ينطبق عليها الأمر نفسه لهذا فإن مصدر الأخبار يكون من أمريكا وليس من أي منطقة أخرى حول العالم وهذا سبب كافي على تركيز الاعلام على أمريكا وسبب كافي يجعل جميع الشركات تطلق أخبارها من أمريكا حتى وإن لم تكن شركة أمريكية.
هواوي بدأت الأمر بالمقلوب وهذا كان الغريب بقصتها منذ الأساس، فعندما كانت ممنوعة من الدخول للسوق الأمريكي بسبب اتهامات بأنها كانت تتجسس سابقا فإنها بدأت بالتركيز على السوق الخليجي والسوق الأوروبي واستطاعت النجاح فيها بشكل ضخم.
كما أنها سبق وأن ركزت على بعض الأسواق المهمة لها مثل الصين وشرق آسيا والتي بالطبع تملك بها مركز متقدم سلفا وسامسونج بالمقابل لم تستطع النجاح بالسوق الصيني حيث يأتي مركزها متأخراً جدا وليس حتى من الخمسة الأوائل وهذه مشكلة.
هواوي سُمح لها بالدخول للسوق الأمريكي أخيراً وستبدأ ببيع  Mate 9 إبتداء من 6 يناير 20177، والآن اذا قامت بنفس الأسلوب التسويقي الضخم (وأنا متأكد بأنها ستفعل ذلك) فإنها الآن ستحصل على كل ماكان ينقصها من قوة اعلام وانتشار أكبر لإسمها حول العالم وستعطي إسمها لمعة بأنها شركة فاخرة (وهذا ماكان ينقصها بالأساس) وبالتالي ستبدأ بأخذ نسب أكثر وستندفع أكثر نحو المركز الثاني.
لهذا بعد دخول الشركة للسوق الأمريكي فإنك ستجد التنافس بين سامسونج وهواوي سيحتد أكثر بالسوق الأمريكي خصوصا أن سامسونج تعد ناجحه جدا بفضل عشرات وربما مئات الحملات الاعلانية التي قامت بها هناك على مر السنين الماضية.
لكن تذكر أنه لو استطاعت هواوي تمييز نفسها أكثر بالسوق الأمريكي واضرار صورة سامسونج بأي طريقة كانت فإن هذا قد يضر سامسونج بمناطق كثيرة حول العالم، لكن هذا مجرد افتراض ولا احد يستطيع التنبؤ بالمستقبل فكله يعتمد على خطط الشركة الصينية وكيف سترد الكورية.

هواوي ينقصها صبغة “الشركة الفاخرة”


إذا كانت هواوي تود أن تنافس سامسونج وآبل فهو ينقصها أن يكون إسمها قوي كفاية ليقارن بالشركات الفاخرة، ولهذا فإنك لو لاحظت تعاقدات هواوي مؤخرا فهي جميعها تصب بهذا الأمر. فمثلا اتفقت مع ميسي أن يستخدم هاتفها وكذلك اتفقت مع شركة سوارفسكي المتخصصة بالألماس ولهذا اصدرت ساعتها بالتعاون معها من أجل ربط اسمها بماركات فاخرة.
لم تكتفي الشركة بسوارفسكي لهذا انطلقت لتتفق مع «بورش ديزاين» واطلقت هذا العام نسخة فاخرة جدا من هاتفها Mate 9 التي يبلغ قيمته قرابة 5000 ريال (1334 دولار) وهذا سعر فاخر وبالطبع هي لاتهدف للربح بهذا الأمر بل لتقوية علامتها بأنها فاخرة وبأن الشركات عالية المستوى هي من تتعاقد معها وهذا سيؤثر بالعقل الباطن للمستخدم العادي دون أدنى شك.
كذلك فإنها بدأت برفع أسعارها تدريجيا لتلحق بأسعار سامسونج وآبل، فصحيح أنها مازالت أقل منهم إلا أنها رفعتها قليلا فمثلا Mate 9 Pro وصل إلى مايقارب 3000 ريال وهذا هو نفس سعر آيفون وكذلك سامسونج، وبالنهاية لاتنسى أن المستخدم يشتكي الأسعار المرتفعة ولكن عندما يقتنع ويحب الشركات مثل سامسونج وآبل فإنه مستعد لدفع هذا المبلغ لقاء المنتج الذي هو مقتنع به بالفعل لهذا الأمر كله بوجهة نظري عبارة عن هل هو الوقت الصحيح الآن لرفع السعر أم الانتظار أكثر ؟
بكل الأحوال ليس علينا نحن كمستخدمين الا الانتظار واخذ مقعدنا وشراء الفشار والمشاهدة كيف ستزداد الحرب والتنافس بين الشركات الثلاثة وخصوصا بين سامسونج وهواوي، وبالنهاية التنافس هو بصالحنا كمستخدمين
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-